دخولي سجن الحراش

بقلم زكريا حناش -ناشط حقوقي-

عند وصولنا لحبس الحراش ، و أنا موصود بالأصفاد، حسيت بأني مجرم ، دخلوني للإستقبال ، فقام الشرطيان بإعطاء كل الوثائق و إنهاء التسليم، لأسمع عامل السجن ، هو ماك ولا رشاد ، نطقت أنا “أنا لا ماك لا رشاد ، ما إني إلا مواطن تم حبسي تعسفيا” فجاء الشرطي و أخرجني و قالي انتظر هنا ، بعد ذلك أخذوني لمكتب آخر اين تم فحص كل أغراضي ، تم اخذ كل الأموال ، الخيوط ، و كل المستلزمات التي تعتبر ممنوعة داخل السجن و امضيت على وثيقة موجود فيها كلّ المستلزمات التي تم حجزها من طرف المكتب ، لأخرج من المكتب ، و تأتي مجموعة من مسجونين آخرين ، هو نفس الشيئ يومهم الأول ، لأدرك أنهم مجموعة اجرامية منظمة .
في كل هذه الفترة و أنا نفكر إلا في والدي و عائلتي كيف هي حالهم ، خاصة و تم متابعتي بتهمة الإرهاب ، كيف ستكون ردت فعل عائلتي ، معارفي .
كنت نتحدث مع نفسي و كيف ستكون اقامتي هنا، مع من أكون ؟؟؟ بالطبع مع مجرمين، هذا ليس مكاني ، أنا ناشط حقوقي ، أنا نناضل من اجل الحق من أجل بلادي .
بعدما تم خلطي مع تلك المجموعة ، وليت نقول واش راني ندير معاهم؟؟
بعد ذلك ادخلونا من مكان آخر ، فأعطوني فوطة ، لا تستر اي شيئ تماما، و طلبوا مني نزع كل الملابس و وضع الفوطة ليتم تفتيشي، المسجونين الآخرين ، على ما يبدوا متعودين ، لكني اعتبرتها اهانة ، ليس من حق إدارة السجون ان تتعامل معي بهذه الطريقة ، ليأتي احد المساجين ، قالي “انت باين جديد و اول مرة، يا ودي رانا كامل رجال هنا ، ايا زرب روحك” ، فحسيت بإهانة كبيرة لكن مجبر لأنها اول مرة ولا أعرف أبدا السجن لأنه في الحقيقة ليس مكاني .
بعد ذلك تم أخذنا لصالة العبور ، امشي و أنا أفكر دائما في عائلتي ، كيف ستكون حالي بين هؤلاء المجرمين ، هذا ليس مكاني ……
عندما دخلنا الصالة، الكل هرع من اجل الحصول على سرير ، لأن الصالة ممتلئة ، و إن لم تجد مكان ، فستنام في الأرض ، دون اي فرش ، فقط عطاونا زوج كفرطات صغار و رقاق .
أنا أجهل كل ذلك ، فوجدت الأماكن محجوزة ، لأرى المسجونين الذين لم يجدوا أسرة يفرشون على الأرض ، الكفيرطات الرقيقة التي لا تغني ولا تسمن من جوع .
فسألت أحد المساجين ، قالي “واقيل هذي اول مرة، روح اسطالي فالأرض ، مراكش في فندق ، راك في حبس” .
ليتقدم عندي مسؤول الصالة (هو مسجون لكن إدارة السجون تعطيه الصلاحيات و لديه عدة مزايا لكي يسير القاعة الموجود فيها) ليسألني “على واش طحت” فقلتلوا “أنا طحت على جال الحراك، أنا هنا خاطر كنت ندافع المسجونين” فرد ضاحكا”الله يهديك تدافع على هذوا الأوباش، كاين هنا اللي السراقين و الكريمينال ، درك تريح و تعرف بلي الدولة عندها الحق” فجاوبته “قلتلوا انت هنا راك تخلص واش درت ، انت هنا تتعاقب على الجريمة اللي درتها، يعني راك تخلص، بصح من جيهة اخرى عندك حقوق، و يجب ان تحترم ، يلزمك أكل محترم ، فراش محترم ، صح رانا في حبس لكن يجب ان يتم معاملتك كإنسان مهما كان الجرم اللي قمت بيه” حط يدوا في كتفي و قالي حط حوايجك عندي و بعد العشاء نبلاصيك في مطرح ، انت ماشي تع اللرض، فعلت ما قام به ، و بعد العشاء ناداني و وضعني في الفراش المقابل له ، صعدت إلى فراشي و اصبحت أتمعن الصالة ، فيها اكثر من 80 شخص و الصالة قوة استعابها 46 ، يعني نصف المسجونين يبيتون في الأرض ، ولا واحد يتكلم ، ولا واحد عندوا الحق يشتكي ، لأنه لو تشتكي ، راح يستناك الجحيم.
ليلتي الأولى في السجن لم استطع النوم تماما ، و تفكيري إلا في والدي ، و المعتقلين ، من سيكمل ما قمت به ؟؟؟ هل ستبقى المعلومة تمشي ؟؟؟
المهم بعد يومين ، وقاموا بتغيير الصالة و أخذوني إلى الصالة الخاصة (الإرهاب) ، و عندما دخلت ، كل من كان في الصالة معتقلي رأي ، كلهم كتبت عليهم ، فإندهشوا لرأيتي الحسرة في وجوههم ، سلموا علي ، لكن كلامهم هو “شكون راح يكتب علينا ، شكون راح يضرب علينا” هنا حسيت بحجم و قمة العمل اللي كنت نقوم بيه ، هنا عرفت انني صح على حق و كل ما صحيت به لن يذهب سدا ، و زاد على عاتقي مسؤولية اكثر ، حسيت بحجم المسؤولية الملقاة علي .
في الأيام المقبلة سأنشر أيامي التي أمضيتها في السجن .
#Zaki_Hannache………….

اقرأ أيضًا: الحكم على الوزير السابق ضيافات بالسجن

اترك تعليقاً