“شقراء القصبة الصغيرة”، فيلم للمخرج ألكسندر أركادي، يغوص في الجزائر في الستينيات.


لقد مرت ما يقرب من عشر سنوات على آخر فيلم لألكسندر أركادي، مما يمثل فترة فاصلة طويلة في مسيرته السينمائية. هذا المخرج، الذي اعتاد على استكشاف القصص المرتبطة بالجزائر من خلال قصص خارجية، يعود بشكل ملحوظ من خلال اقتباس كتاب سيرته الذاتية “Le Petit Blond de la Casbah”.

يستحضر هذا الفيلم حالة الجزائر التي كانت تعاني من اضطراب كامل في الستينيات، وهي فترة ما قبل الاستقلال حيث كانت التوترات الاستعمارية متوترة. يركز أركادي قصته على عائلة يهودية كبيرة وملونة، وفي داخلها صبي صغير مفتون بعالم السينما. تعكس التفاعلات الديناميكية وتعقيد الشخصيات الاضطرابات الاجتماعية والسياسية في ذلك الوقت.

رحلة حميمة إلى الجزائر في الستينيات

لذلك ينقل فيلم “Le Petit Blond de la Casbah” المشاهد إلى عالم شباب ألكسندر أركادي المزدحم. من خلال عيون أنطوان، الشخصية البديلة للمخرج، يصور الفيلم الجزائر في حالة اضطراب، تتأرجح بين لحظات السعادة والدموع، في جو يشوبه الحنين.

الحياة اليومية داخل القصبة، مع جيرانها الملونين والمشاعر السينمائية الأولى للشاب أنطوان، تنبض بالحياة على الشاشة. التفاعلات العائلية الدافئة والتطلعات والأسئلة الأولى في سياق عدم الاستقرار السياسي تقدم صورة مفصلة ومؤثرة لهذه الحقبة المحورية.

ذروة التأمل السينمائي

يتبنى أركادي، من خلال “Le Petit Blond de la Casbah”، مقاربة استبطانية وفنية مكثفة، ويعيد النظر في طفولته في الجزائر سريعة التغير. وفي مواجهة حميمية رحلته الخاصة، يؤكد المخرج أنه تجنب منذ فترة طويلة تحويل هذه القصة الحميمة إلى فيلم.

هذه العودة إلى جذوره وتاريخه الشخصي، وإن كانت تعاني من انتقادات في بعض جوانب التفسير والحوارات، إلا أنها تشكل رحلة عاطفية أصيلة. يعيد هذا الفيلم، بالشراكة مع Europe 1 لإصداره المسرحي، إحياء عالم الجزائر الملون في الستينيات بحنان وعاطفة، وبالتالي يقدم معرضًا للصور المؤثرة واستحضارًا مذهلاً لعصر مضى.

لذلك فإن إصدار فيلم “Le Petit Blond de la Casbah” يمثل لحظة مميزة لهواة السينما ومحبي القصص المليئة بالحساسية والذكريات، ويدعونا إلى إعادة اكتشاف، من خلال منظور شباب أركادي، وجهًا آسرًا وغير معروف من جوانبه. التاريخ الجزائري .

اترك تعليقاً