كان وجوده في الحراك يقتصر على إزالة بوتفليقة و نظامه، و عندما قام رئيس الأركان آنذاك بهذه المهمة ( المسرحية ) ، مع وعود بمحاسبة أركان الفساد، و كذا إعلان الحرب على التوجه التغريبي، و دعاة العلمَنة و الإنفصال…
تمكّن من إستقطاب الفئة الهشة ( العاطفيين ) من الإسلاميين ، و العروبيين، و طبعا الوطنجيين( fln- rnd) ، و طبقة لا بأس بها من المجتمع المدني، و ذلك لتقاطع هذه الجماهير مع ما كان يصرح به رئيس الأركان السابق
كان للإسلاميبن الأثر الكبير في جر العديد من طبقات المجتمع إلى رؤية رئيس الأركان و من ورائه مجموعة من قيادات الجيش.
و كان لاشخاص أمثال شوشان و ختال….اليد الطولى في الحشد لهذا التصور الذي كان يتطابق بالكلية مع توجهات رئيس الأركان.
و ما زاد من توسع هذا الجمع هو تلك المعارك الهامشية ( الفرشيطة، التخلص من فرنسا….)، و قد إقتنع الكثير- حتى من النخب الجامعية- بهذا الطرح.
و تحولت الساحة إلى إستقطاب بين جموع الحراكيين المؤمنين بمطالب الحرية و إنهاء عهد الفساد و الإستبداد، و العمل على تأسيس نظام حكم تعتمد أسسه على مدنية الدولة، بينما كان الطرف الآخر، كان يرى بضرورة مساندة توجه مشروع قائد الأركان السابق!
الصراع بين دعاة المرحلة التأسيسية و دعاة المسار الدستوري
حتى و لو تم التأسيس لمنظومة حاكمة تُدار من طرف الجيش! هذا الإنفصام أربك الساحة و أحدث خلطا في المفاهيم ، و تراجع وهج الشارع.
و إتُهم الأحرار( بالعلمنة و القبلجة، و الفرنسة، و الشذوذ، …) ،و تحول الصراع بين دعاة التحرر و دعاة المسار الدستوري.
و أصبح لذى الكثيرين قناعة بأنّ الحراك صنيعة فرنسا و هدفه يخدم أجندات أجنبية، و مطالبه مشبوهة، و في مقدمة هذه المطالب المشبوهة ضرب الإسلام و اللغة العربية.
الآن و بعد هذا التسونامي والتدهور الذي حدث ببلادنا سياسيا و اقتصاديا….لم لم نعد نسمع لهم جعجعة و لا طحينا. و لم يعد أثرا للناتو و لا فرنسا خطرا على البلاد !!!!
المستقبل السياسي في الجزائر غامض و يدعو للقلق
هذا الوضع الجديد و التناقضات في المجتمع و غلق الفضاء السياسي عن المواطنين يجعل التنبؤ بالمستقبل السياسي في الجزائر غامضا و يدعو للقلق.
خاصة مع اقتراب موعد الانتخابات المسبقة في سبتمبر من العام الجاري .