لقد أحدثت بطاقة Navigo Pass، وهي البطاقة التي لا تلامسية والتي تتيح لك السفر في مترو باريس، ثورة في وسائل النقل العام في باريس. قليلون يعرفون أن أحد المخترعين الرئيسيين لهذه التكنولوجيا هو من أصل جزائري.
نشأ هذا الرجل، رياض بولانوار، في ضواحي باريس، في رحلة اتسمت بالمرونة والشغف بالابتكار. ولد عام 1973 في ليون، وتعكس قصته قصة طفل من المهاجرين الذين تغلبوا على العديد من العقبات ليصبح رجل أعمال مشهور.
Navigo Pass: ثورة في النقل الباريسي
يعد Navigo Pass، الذي تم تطويره في التسعينيات، أحد أعظم الابتكارات في مجال النقل العام. قبل إنشائها، كان على الركاب شراء التذاكر المادية لكل رحلة. لقد أتاح Navigo Pass تنفيذ حل عدم التلامس، وبالتالي تسهيل الوصول إلى وسائل النقل العام وتحسين كفاءة النظام.
ثم لعب رياض بولنوار دورا رئيسيا في تطوير هذه التكنولوجيا بالتعاون مع فريق من الخبراء. وقد قاموا معًا بتطوير بطاقة قابلة لإعادة الشحن، يمكن استخدامها في جميع وسائل النقل في إيل دو فرانس. لقد كان مشروعًا طموحًا، وتحديًا تكنولوجيًا حقيقيًا في ذلك الوقت.
يمثل Navigo Pass أيضًا خطوة إلى الأمام في إدارة النقل العام. لذلك، باستخدام الخريطة الإلكترونية، أصبح من الممكن الآن تتبع الرحلات في الوقت الفعلي، وأتمتة عمليات التحقق من الصحة وتحسين جمع البيانات، مما يجعل النظام أكثر كفاءة وأقل عرضة للاحتيال. يمثل هذا الابتكار نقطة تحول في تطور النقل الحضري في باريس.
Monéo: المحفظة الإلكترونية التي تصور العصر الرقمي
بعد نجاح Navigo Pass، واصل رياض بولنوار رحلته كمبتكر من خلال إطلاق محفظة Monéo الإلكترونية. وُلد هذا المشروع في سياق بدأت فيه المعاملات الإلكترونية تحتل مكانة متزايدة الأهمية في المجتمع.
وهكذا، أتاحت شركة Monéo تبسيط المدفوعات غير التلامسية، في حين استجابت لمشكلة رئيسية: الوصول إلى الخدمات المالية للأشخاص المستبعدين من النظام المصرفي التقليدي.
كان Monéo بمثابة استجابة لاحتياجات أولئك الذين لا يستطيعون فتح حسابات مصرفية تقليدية. وطوّر بولانوار حلاً يسمح للمستخدمين بإجراء الدفعات دون الحاجة إلى فتح حساب مصرفي، وهو ابتكار كان له تأثير كبير.
وبفضل هذه المحفظة الإلكترونية، يمكن إجراء الدفعات بسرعة وأمان، دون الحاجة إلى البطاقات المصرفية التقليدية.
رياض بولنوار: رحلة تميّزت بالأصول والابتكار
رحلة رياض بولنوار هي رمز لنجاح أبناء المهاجرين في فرنسا. كان بولانوار، وهو ابن صحفي سياسي جزائري، يعاني من طفولة صعبة. وهاجر والده، الذي كان مدرجا على القائمة السوداء في الجزائر، إلى فرنسا في السبعينيات سعيا لتوفير مستقبل أفضل لعائلته.
وعلى الرغم من الصعوبات، لا سيما قلة العمل وصعوبة الاندماج في مجتمع فرنسي يتسم بعدم المساواة الاجتماعية، تمكن بولانوار من الاستفادة من بيئته لتطوير شغفه بالإلكترونيات.
وبذلك نجح في إنشاء دورة استثنائية، ودمج الهندسة والابتكار في مشاريعه. ولطالما ادعى بولانوار هويته الجزائرية، لكنه رفض الانحياز إلى “الاندماج الناجح”. وهو يفضل أن يرى نفسه ممثلاً للابتكار، والذي تمكن من تحويل قصته الشخصية إلى نجاح في مجال ريادة الأعمال.
ولذلك، فهو اليوم شخصية رئيسية في قطاع التكنولوجيا، معترف به لمساهماته في الشمول المالي وتحديث أنظمة الدفع.