السياحة التركية : كم عدد الجزائريين الذين زاروا تركيا؟

وفي يوليو 2024، واصلت تركيا جذب السياح العرب، على الرغم من التحديات الاقتصادية وتقلبات السياحة العالمية. وتكشف الأرقام التي قدمتها وزارة الثقافة والسياحة التركية عن اتجاهات متنوعة بين المسافرين من الدول العربية. وفي حين شهدت بعض البلدان انخفاضا في عدد زوارها، أظهرت بلدان أخرى، بما في ذلك الجزائر، تقدما ملحوظا.

وسجلت السعودية أعلى عدد من الزوار العرب إلى تركيا بواقع 204 آلاف سائح، رغم ملاحظة انخفاض بنسبة 9.9% مقارنة بنفس الفترة من العام السابق.

ولاحظت السلطات انخفاضا بنسبة 16.7%، على الرغم من المساهمة الكبيرة من العراق بـ 112.000 زائر. لكن، وبرزت الجزائر بزيادة قدرها 3% في عدد مواطنيها الذين زاروا تركيا، ليصل إجمالي عددهم إلى 32 ألف سائح.

وهذه الزيادة، على الرغم من تواضعها، تعتبر كبيرة في سياق شهدت فيه العديد من الدول العربية الأخرى انخفاضًا كبيرًا في الحضور.

السياحة الجزائرية في تركيا: لماذا هذا الإقبال؟

يمكن أن يعزى نمو السياحة الجزائرية في تركيا إلى عدة عوامل. وتلعب العلاقات التاريخية والثقافية بين البلدين دورًا رئيسيًا، يعززها التصور الإيجابي لتركيا كوجهة سياحية آمنة ومثرية ثقافيًا.

وبالإضافة إلى ذلك، فإن تنوع العروض السياحية التركية، بدءًا من شواطئ أنطاليا إلى كنوز إسطنبول التاريخية، لا يزال يجذب الجزائريين الباحثين عن قضاء العطلات في الخارج.

ويمكن أيضًا ربط هذا الاتجاه بحملات ترويجية مستهدفة وتحسين الاتصالات الجوية بين الجزائر وتركيا، مما يسهل الوصول إلى هذه الوجهة الشعبية.

وفي المقابل، شهدت الدول العربية الأخرى انخفاضًا كبيرًا في عدد زوار تركيا.

وشهد المغرب، على سبيل المثال، انخفاضا بنسبة 22%، مع 23 ألف سائح مغربي فقط في يوليو 2024. وبالمثل، شهدت الكويت انخفاضا بنسبة 38%، بينما سجلت قطر انخفاضا بنسبة 31.2%.

يمكن أن تكون هذه الانخفاضات نتيجة لعوامل مختلفة، بما في ذلك الظروف الاقتصادية الداخلية، أو تقلبات العملة، أو تغير تفضيلات المسافر.

🟢 اقرأ أيضًا: الخطوط الجوية الجزائرية: يمكن الوصول إلى تركيا عبر أربع شركات طيران

صيف قياسي للسياحة في تركيا رغم التحديات الاقتصادية

شكل شهر يوليو 2024 نقطة تحول بالنسبة لصناعة السياحة التركية، مع تدفق غير مسبوق للزوار الأجانب على الرغم من السياق الاقتصادي الصعب. وبحسب بيانات وزارة السياحة التركية، استقبلت تركيا 7.33 مليون سائح في شهر يوليو، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 2.6% مقارنة بشهر يوليو 2023.

وتسلط الحشود القياسية الضوء على مرونة قطاع السياحة في تركيا، حتى في مواجهة تحديات مثل ارتفاع التضخم وارتفاع الأسعار.

وخلال الفترة بأكملها من يناير إلى يوليو 2024، زار تركيا حوالي 29 مليون سائح، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 8.27% مقارنة بنفس الفترة من عام 2023.

وسيطر السياح الألمان على الإحصائيات حيث بلغ عددهم 1.04 مليون زائر، يليهم الروس (922294) والبريطانيون (660906). وتظهر هذه الأرقام جاذبية تركيا المستمرة كوجهة مفضلة للسياح الأوروبيين، على الرغم من التحديات الاقتصادية المتزايدة.

تستمر أفضل الوجهات في تركيا في جذب الحشود. استقبلت أنطاليا، بشواطئها النقية ومنتجعاتها الفاخرة، 35% من السياح في شهر يوليو. واستقطبت إسطنبول، المشهورة بتراثها التاريخي والثقافي الغني، 25% من الزوار.

كما سجلت مدن المنتجعات موغلا وإزمير ومحافظة أدرنة الحدودية أرقام حضور عالية، مما يؤكد استمرار شعبية هذه المناطق.

التضخم السنوي في تركيا: تحدي للسياحة في البلاد

ومع ذلك، فإن هذه الزيادة في أعداد السياح تأتي مع تحديات كبيرة.

أدى التضخم السنوي في تركيا، الذي وصل إلى 61.7% في يوليو/تموز، إلى زيادة كبيرة في تكاليف المعيشة، مما أثر على السياح والسكان المحليين على حد سواء.

وقد ارتفعت أسعار الإقامة والوجبات والدخول إلى المواقع السياحية، مما جعل قضاء عطلة في تركيا أقل سهولة بالنسبة للعديد من المسافرين.

وقد أثر هذا الوضع بشكل خاص على السياحة الداخلية، مع انخفاض بنسبة 20٪ في عدد السياح الأتراك الذين يسافرون إلى وجهات شعبية مثل بودروم، وفقًا لعمر فاروق دينكيز، رئيس جمعية أصحاب الفنادق في بودروم.

وعلى الرغم من هذه العقبات، لا تزال تركيا تعتمد على عائدات السياحة لدعم اقتصادها المتعثر. وبلغ إجمالي إيرادات السياحة 54.3 مليار دولار في عام 2023، بزيادة قدرها 16.9% عن العام السابق.

ويظهر هذا الأداء أنه على الرغم من الأسعار المرتفعة والتحديات الاقتصادية، تواصل تركيا جذب أعداد متزايدة من السياح، مما يساهم بشكل كبير في اقتصادها الوطني.

اترك تعليقاً