المكتب الوطني للإحصاء لقد نشر مكتب الإحصاءات الوطنية للتو تقريرا مثيرا للقلق حول التركيبة السكانية الجزائرية. ووفقا لهذه الوثيقة، فإن عدد حالات الزواج والولادات وقد شهد تراجعاً كبيراً في السنوات الأخيرة، على الرغم من الزيادة الطفيفة في إجمالي عدد السكان.
وفي نهاية 2023 بلغ عدد سكان الجزائر 46.7 مليون نسمة، أي زيادة 703.000 شخص مقارنة بالعام السابق. ومع ذلك، فقد تباطأ معدل النمو هذا 0.41% مقارنة بعام 2019، العام الذي شهد جائحة كوفيد-19.
وعلى مستوى الزواج والولادات على وجه الخصوص، يتجه الاتجاه نحو الانخفاض. وفي الجزائر نلاحظ أ الاتجاه التنازلي في عدد حالات الزواج منذ سنوات عديدة.
🟢 إقرأ أيضاً: الجزائر تسجل 240 حالة طلاق يومياً (2023): مكتب الإحصاءات الوطني يكشف أرقاماً مرعبة
وتكشف الأرقام الرسمية عن انخفاض كبير عن عام 2019. وبالفعل بعد الوصول ذروة 388000 حالة زواج في عام 2013وانخفض بأكثر من 100 ألف للاستقرار فيها 279.000 في عام 2023.
ويثير هذا الانخفاض المستمر تساؤلات حول العوامل الاجتماعية والاقتصادية وهو ما يمكن أن يفسر هذا التطور. انخفض عدد حالات الزواج بنسبة 10% بين عامي 2019 و2023. أما الولادات فقد سقطت 900.000 في عام 2023وهو رقم لم نشهده منذ عام 2010.
انخفاض قياسي في معدلات الزواج في الجزائر: ما هي تحديات المستقبل؟
وفي الوقت نفسه، ارتفع عدد حالات الطلاق بشكل حاد، حيث وصل 93 ألف حالة في 2023، أي زيادة 33.5% مقارنة بعام 2019.
وتنتهي واحدة من كل ثلاث زيجات الآن بالطلاق، وهي ظاهرة مثيرة للقلق تؤثر بشكل خاص على الأزواج الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 28 و35 عاما.
وتكشف هذه البيانات عن تغير عميق في بنية السكان الجزائريين. ويستمر متوسط عمر الجزائريين في الارتفاع، حيث يصل الآن إلى 79.6 سنة. ويبلغ متوسط العمر المتوقع للرجال 78.2 سنة، بينما يبلغ متوسط العمر المتوقع للنساء 81 سنة.
الأرقام التي طرحها مكتب الإحصاءات الوطنية ترسم صورة معقدة للتطور الديموغرافي في الجزائر. هناك انخفاض في عدد حالات الزواج والولادات، مرفق مع زيادة حالات الطلاق يكشف عن تحول عميق في النموذج الاجتماعي.
على الرغم من أننا يمكن أن نذكر عدة عوامل في أصل هذا الاتجاه، أبرزها رفع مستوى المعيشة، تمكين المرأة، هناك عدم الاستقرار الاقتصادي و التحضر، ولا بد من دراسة متعمقة للتعرف على الأسباب الدقيقة لهذه الظاهرة.