تم مؤخرا اكتشاف تاريخي مؤثر من قبل مركز أبحاث الأغواط في العلوم والحضارات الإسلامية. وأعلن أحمد بن الصغير، مدير المركز، عن العثور على وثيقة استثنائية، وهي رسالة كتبها جزائري تم ترحيله إلى كاليدونيا الجديدة، معترف به كبطل للمقاومة الشعبية إلى جانب الشيخ الحداد والشيخ المقراني.
وثيقة تاريخية محدثة في الأغواط: مراسلات أحد المبعدين الجزائريين في كاليدونيا الجديدة
وفي إطار بحثه الدقيق حول المخطوطات، حصل السيد بن الصغير على هذه الشهادة التاريخية الثمينة، وهي رسالة أرسلها منفي جزائري من الشرق الأقصى إلى السلطان العثماني عبد الحميد الثاني، أثناء الانتفاضة التي قادها الشيخ الحداد و الشيخ المقراني .
إقرأ أيضاً: مشهد سماوي تاريخي: الجزائر تنيرها الشفق القطبي السحري
تكشف هذه الوثيقة النادرة المعاناة التي عاشها السجناء الجزائريون المسلمون أثناء ترحيلهم قسراً إلى كاليدونيا الجديدة. ويصف رحلتهم البحرية الشاقة التي استمرت خمسة أشهر ووصولهم إلى بلد أجنبي، مهجورين ومنفصلين عن وطنهم وثقافتهم ودينهم.
وتتحدث الرسالة أيضًا عن محاولات الهروب التي قام بها المنفيون، والتي نجح بعضها مثل محاولة “عزيز بن الشيخ الحداد”، بينما فشل البعض الآخر بشكل مأساوي.
قصة تصمد أمام اختبار الزمن
تستحضر هذه الوثيقة المؤثرة أيضًا رحلة مؤلفها إلى الأماكن المقدسة ولقاءه بأخيه بعد سنوات في مكة. تم اكتشاف هذه الرسالة، المكتوبة بخط شرق أوسطي في أربع صفحات، مع فقدان صفحتين في النهاية، في مكتبة الشيخ سيدي الحاج بنشاع بنعلي الحزورلي بالأغواط، المشهورة بمخطوطاتها التاريخية العديدة.
اقرأ أيضًا: قصة الراي الجزائري يتردد صداها في ثقافة فرنسا (بودكاست)
ويندرج هذا الاكتشاف في إطار جهود المركز للحفاظ على الذاكرة الوطنية، مع مشاريع أخرى قادمة، خاصة فيما يتعلق بجرائم الاستعمار الفرنسي. فهو يساعد على إلقاء الضوء على المناطق الرمادية في التاريخ الجزائري وتكريم أبطال المقاومة ضد القمع الاستعماري.