الروهينجا، أقلية لاجئة من ميانمار، سُحبت جنسيتهم البورمية عام 1982 لأسباب عرقية. تهديدات بالقتل والاختطاف والابتزاز… هذه الفئة من السكان المسلمين، منذ عام 1990، كانت عرضة لجميع عمليات الطرد نحو بنجلاديش والهند وإندونيسيا.
ولسوء الحظ، لا ترغب إندونيسيا ولا ماليزيا حقاً في الترحيب بالروهينجا على أراضيهما. ووجدت هذه الأقلية البورمية نفسها تلجأ إلى ظلال المعسكرات العسكرية، حيث يُحرمون من حقوقهم المدنية.
ياسين عبد الجبار أول جزائري يصل إلى مخيمات الروهينجا
ليس لدى الروهينجا وضع قانوني واضح في ميانمار، ولا يمكن حتى أن يطلق عليهم مواطنون من الدرجة الثانية. لدرجة أن غالبيتهم لا يتم الاعتراف بهم كمواطنين. وحتى يومنا هذا، لا تزال حالتهم حرجة.
وفي ظل هذه الظروف، لم يتردد طبيب جزائري مقيم في الولايات المتحدة الأمريكية في تقديم المساعدة لهذه الفئة من السكان، ضحايا جميع أنواع التمييز. يتعلق الأمر بياسين عبد الجبار الذي اشتهر بعمله الإنساني.
استطاع هذا الطبيب، وهو من أبناء وهران، أن يجمع بين الممارسات الطبية والعمل الإنساني في المناطق الأكثر عزلة واحتياجًا في العالم. لم يكن الذهاب إلى بورما تحديا، بل كان خيارا واضحا بالنسبة لياسين عبد الجبار، الذي يحاول بكل الوسائل وضع تجربته في خدمة الأشخاص الأكثر حرمانا.
مغامرة إنسانية
بدأت مغامرته مع الروهينجا في شهر رمضان عام 2019، بعد حصوله على تأشيرة دخول إلى بنجلاديش، الدولة المجاورة لبورما. وعبروا مع العديد من النشطاء الآخرين الحدود للوصول إلى أكبر مخيم للروهينجا، والذي يبلغ عدد سكانه حوالي مليون شخص.
وفي الواقع، سواء لتقديم المساعدات الطبية أو الغذائية، فإن هذه المبادرة ذات أهمية كبيرة بالنسبة لهذه الفئة من السكان المجردة من حقوقها. وجوه حزينة وشاحبة ومظلمة بسبب صعوبة الحياة، الجميع بحاجة إلى المساعدة. كان التحدي الذي يواجه ياسين عبد الجبار هو إجراء حوالي 150 استشارة في اليوم، في ظروف صعبة للغاية، بل وكارثية.
علاوة على ذلك، أطلق هذا الطبيب الجزائري في عام 2022 حملة لجمع التبرعات لبناء مستشفى للروهينجا. وهي مبادرة أعلن عنها حينها عبر حسابه على مواقع التواصل الاجتماعي.
اقرأ أيضا :
>> السائل الذكي: في جامعة هارفارد، الجزائري عادل جلولي يتقدم في العلوم
>> حصل الباحث الجزائري فؤاد بوسطوان على جائزة مضاعفة في الولايات المتحدة الأمريكية