حدث غير متوقع، على أقل تقدير، هز ولاية بشار في الأيام الأخيرة. مئات المخلوقات تبدو ما قبل التاريخ ظهرت في المسطحات المائية المؤقتة التي خلقتها الأمطار الغزيرة الأخيرة.
تم تحديد هذه المخلوقات في البداية على أنها ” مخلوقات غريبة » وسرعان ما أثار فضول واستغراب الأهالي.
وتظهر مقاطع الفيديو، التي انتشرت بسرعة على مواقع التواصل الاجتماعي، هذه المخلوقات الغريبة وهي تسبح في المياه الضحلة، وسط مشهد صحراوي. مظهرهم يذكرنا بذلك ثلاثية الفصوص، التابع المفصليات البحرية بعد أن عاش هناك ملايين السنين، مما ترك السكان في حيرة من أمرهم.
🟢 اقرأ أيضا: ظاهرة نادرة للغاية: الصحراء الكبرى تتحول إلى اللون الأخضر بعد هطول أمطار غزيرة (صور)
وكشف بحثنا أن هذه الكائنات هي في الواقع تريبس، التابع القشريات البدائية والتي يعود تاريخ ظهورها إلى ملايين السنين، مما أكسبها لقب “” جمبري الديناصورات“.
هذه الكائنات قادرة على البقاء لعقود من الزمن كالبيض، مقاومة للظروف القاسية مثل الجفاف. وقد وفرت الأمطار الغزيرة البيئة المناسبة لفقس وولادة هذا البيض أجيال جديدة.
بشار: “الجمبري الديناصور” يطفو على السطح من أعماق الزمن في الجزائر
Triops، بقايا حقبة ماضية، تتحدى الزمن بفضل القدرة على التكيف مع البيئات المعادية. توفر هذه القشريات رؤية فريدة للتنوع البيولوجي في الماضي.
مع عمر يصل إلى تصل إلى 90 يومًاتستفيد هذه المخلوقات استفادة كاملة من فقسها لتتطور وتتكاثر قبل أن يجف موطنها مرة أخرى.
🟢 إقرأ أيضاً: لقد حدث المستحيل: هل تختفي الصحراء الجزائرية بشكل واضح؟
إن اكتشاف هذه الثلاثيات بولاية بشار يسلط الضوء على ثروة وهشاشة النظم البيئية، حتى في المناطق الأكثر جفافاً.
ومع ذلك، فإن موطنهم لا يزال غير مستقر. من المحتمل أن تكون المسطحات المائية المؤقتة التي يعيشون فيها كذلك تختفي بسرعة مع التبخر أو التجفيف.
بالإضافة إلى ذلك، فإن هذه الأراضي الرطبة تجذب حتماً العديد من الحيوانات المفترسة مثل الطيور التي تتغذى على بيضها أو صغارها.
هذا الاكتشاف الاستثنائي يثري بشكل كبير التراث الحفري الجزائري، معترف بها بالفعل في جميع أنحاء العالم. إنه يوفر فرصة فريدة لتعميق معرفتنا بالتاريخ الجيولوجي والبيولوجي لبلدنا.
🟢 اقرأ أيضًا: واشنطن بوست: الجزائر مهددة بظاهرة لم تشهدها منذ 1.4 مليون سنة
نأمل أن يثير هذا الاكتشاف حماسًا متجددًا البحث العلمي في الجزائر وسوف نشجع السلطات على زيادة الاستثمار في حماية وتعزيز هذا التراث الطبيعي الذي لا يقدر بثمن.