وذلك يوم السبت 18 ماي بمرتفعات الجزائر العاصمة ببئر مراد رايس استديو الفنان خالد رشيدي بسيس تحول إلى ملاذ للضوء والظل لاستضافة معرضه “روح تشياروسكورو”. بين اللوحات القماشية والمنحوتات المتعددة الوسائط، يُدعى الزائر إلى رحلة تشبه الحلم، تسترشد بلوحة من الألوان النابضة بالحياة والمشاعر المفعمة بالحيوية.
خالد رشيدي بسيس مع حرية فنية تتخطى حواجز الأكاديمية، تغمرنا في عالم يحكي فيه كل عمل قصة فريدة. تجمع صور النساء، المنتشرة في كل مكان في لوحاته، بين الأساليب والتقنيات المختلفة، مما يوفر تنوعًا بصريًا وعاطفيًا غنيًا. يعكس تنوع الألوان مشاعر عميقة ويدعو كل مشاهد إلى تفسير شخصي والبحث عن معنى خاص بكل شخص.
اقرأ أيضا :
>> لقاء-نقاش في معرض بنيا للفنون حول كتاب “Palabres Algéroises”
معرض “روح الضوء والظلام”، رحلة روحية إرشادية بين الوعي واللاوعي!
في مدخل المعرض نص شعري للفنانة يرحب بالزوار، ويعدهم للانغماس في هذا الكون المزدوج. “نداء من أرض بعيدة، مجهولة حتى الآن، لكنها ملكي…”، يبدأ مستحضرًا رحلة روحية يسترشد بها اتحاد وعيه مع اللاوعي. هذا الاندماج الإبداعي، الذي يوصف بالرقص بين الواقع الملموس والعالم الداخلي، هو القاسم المشترك للمعرض.
إن منحوتات روشيدي، التي لا تقل جاذبية عن لوحاته، توسع هذا الاستكشاف للروح. يبدو كل عمل متحركًا بحياة خاصة به، حياة تولد من هذا الفن المسكر حيث تلد أصابع الفنان أبعادًا لا نهائية، تسكنها حقائق مدفونة وحقائق متسامية.
وهكذا، أثناء سيره في الورشة، يشعر الزائر بوجود عالمين متكاملين، عالم الظل وعالم الضوء، اللذين يختلطان ويستجيبان لبعضهما البعض. تعكس الأعمال، المعقدة والغامضة أحيانًا، والواضحة والمباشرة أحيانًا، هذه الازدواجية الأساسية للفنان. “يصبح الفن بوابة حقيقية تنفتح على عالم فريد من نوعه”، يكتب روشيدي، وهذا المعرض هو أجمل رسم توضيحي.
رسالة الفنان واضحة، وهي الاقتراب من الحقيقة الذاتية، والتصالح مع الذات من خلال الفن. من خلال المرور عبر أبواب الاستوديو الخاص به، فإننا لا نزور معرضًا فحسب؛ ندخل إلى مساحة مقدسة حيث تتعايش شياطين الفنان وملائكته، مما يذكرنا بجمال وتعقيد الروح البشرية.
يدعو هذا المعرض، الحميم والعالمي، إلى التفكير العميق في وجودنا، وفي الروابط التي توحد وعينا ولاوعينا. خالد رشيدي بسيسيش، من خلال فنه، يقدم لنا جسرًا بين الظل والنور، وسعيًا نحو قبول الذات وفهم واقعنا.
نظرة إلى الوراء في الرحلة الفنية لخالد رشيدي بسيس!
من مواليد 1976، خالد رشيدي بسيس اكتشف شغفه بالفن في وقت مبكر جدًا! وهو رسام، ولكنه أيضًا مؤلف وملحن ومؤدي مقيم في الجزائر العاصمة. وبعد إقامة قصيرة دامت ثلاثة أشهر في المدرسة الوطنية للفنون الجميلة بالجزائر العاصمة، غادرها بحثًا عن المغامرات الإنسانية واستقر في باريس. غذت هذه الإقامة في باريس حبه للفن، وخاصة للموسيقى.
وفي عام 2006، عاد رشيدي إلى الجزائر والتقى المهندس المعماري والفنان التشكيلي فريد بنياع. كان هذا اللقاء حاسمًا، لأن فريد شجعه على ممارسة الرسم مرة أخرى. في عام 2010، حصل رشيدي على شهادة في القانون، لكن لم يستغرق الأمر وقتًا طويلاً لإعادة الاتصال بأحبائه الأولين. استخدم فرشاته مرة أخرى، واعتمد أسلوب التصوير الحر وكرس نفسه للرسم الزيتي.
يمثل يوم 28 فبراير 2015 مرحلة جديدة في رحلته الفنية بافتتاح معرضه الفني الخاص في سيدي يحيى بالجزائر العاصمة، معرض الفنون روشيدي. ومنذ ذلك الحين، كرّس خالد نفسه للرسم وموسيقاه. ويعبر عن فلسفته الفنية من خلال التأكيد على ذلك “الحقيقة وادي تسوده التلال الحالمة، لأن الفن صحوة ومن يتبناه يمكنه أن يصنع المعجزات.”
اقرأ أيضا :
>> “زقاق الفنانين” لفريد بنياع، عندما تصبح العمارة قصيدة حضرية!