اتخذت السلطات الإدارية لبلدية الجزائر قرارا بتخصيص هذا الشريان التاريخي حصرا للمشاة وبذلك يضع حداً لوظيفة الطريق والمشاة المزدوجة التي كانت تشغلها منذ استقلال البلاد.
أصبح هذا التحول الجذري رسميًا في الاثنين 6 مايو 2024 وذلك من خلال منشور على الصفحة الرسمية لبلدية مركز الجزائر على الفيسبوك. مصحوبا ب 16 صورة من خلال التقاط الرسوم المتحركة الليلية للجادة في شكلها الجديد، أثار هذا الإعلان ضجة كبيرة حماسة كبيرة على شبكات التواصل الاجتماعي حيث أبدى مستخدمو الإنترنت حماسهم لهذه المبادرة.
مرتدياً ثوباً أبيضاً جديداً نظيفاً، استبدل شارع عبد الكريم الخطابي قاره بالأحجار المرصوفة بالحصى، مما يوفر للجزائريين ملاذاً آمناً للمشاة في قلب المدينة.
الآن بعد أن تحررت من ضجيج السيارات، تكشف الجادة عن أ الجمال المعماري غير متوقع. تعكس المباني التي تحيط بها، والمطلية حديثًا باللون الأبيض، ضوء الشمس، وتكريم لقب المدينة: البيضاء.
تحت أقدام المشاة، توجد سجادة من الحجارة المرصوفة بعناية، ومزينة بشريط أحمر مركزي، يدعوك للتنزه.
لإكمال هذا التحول الليلي، تتلألأ أكاليل من الأضواء الصغيرة على طول الشارع والتأكيد على معالمها وخلق جو سحري.
وتكتمل هذه الإضاءة بمصابيح الشوارع الأنيقة، التي يتم ترتيبها على فترات منتظمة، مما يوفر رؤية مثالية للمشاة.
🟢 اقرأ أيضًا: محطة آغا بالجزائر العاصمة: المشروع العملاق SNTF لإعادة تصميم العاصمة
يقع شارع عبد الكريم الخطابي في وسط المدينة، وهو يبرز كمركز للحياة في الجزائر العاصمة. موقعها الاستراتيجي بالقرب من Grande Poste يجعلها مكانًا أساسيًا لمرور المقيمين والزوار.
تحولها مؤخرا إلى منطقة للمشاة يعزز جاذبيته ويعطيه بعداً جديداً، ويدعوك لاكتشاف التراث المعماري الغني للمدينة.
شارع عبد الكريم الخطابي بالجزائر العاصمة: تحول في قلب الجزائر بين التاريخ والثقافة والحداثة
يقع شارع عبد الكريم الخطابي في قلب منطقة تاريخية ذات طابع استعماري، ويتميز بديناميكيته الاقتصادية والثقافية.
تعتبر بوليفارد عبد الكريم الخطابي ملاذاً تجارياً حقيقياً، فهي مليئة بالمتاجر من جميع الأنواع، والتي تلبي الرغبات الأكثر تنوعاً.
بعيدًا عن كونه شريانًا حضريًا بسيطًا، يبرز شارع عبد الكريم الخطابي باعتباره شارعًا تقاطع استراتيجي في قلب الجزائر العاصمة وربط الأماكن الرمزية في المدينة وتسهيل السفر للمقيمين والزوار.
في الواقع، يوفر هذا الشارع الرئيسي اتصالاً مباشرًا بين اثنين من أهم الأماكن في الجزائر العاصمة: مكتب البريد الكبير، النقطة المركزية للعاصمة الجزائرية و ساحة الشهداء، في الغرب. ويركز هذان المكانان جزءًا كبيرًا من النشاط السياحي والثقافي للمدينة.
يعد شارع عبد الكريم الخطابي أيضًا نقطة انطلاق مثالية لاستكشاف تراث المدينة الغني. قربها من جامعة الجزائر وغيرها من المؤسسات الثقافية مما يجعلها نقطة ارتكاز للطلبة والمثقفين.
🟢 إقرأ أيضا: والي الجزائر العاصمة يضغط على مشروع تمديد السابلات
ومن هناك، تنشأ الشرايين المهمة الأخرى للمدينة، مما يدعو إلى اكتشاف آفاق جديدة.
دون أن ننسى أن شارع عبد الكريم الخطابي جزء منه تاريخ الجزائر الحديث بأن يصبح أ المكان الرمزي للحراك، الحراك الشعبي الذي هز البلاد عام 2019.
وهكذا، يتبين أن شارع عبد الكريم الخطابي هو أكثر من مجرد شارع. إنه يمثل قصيدة حقيقية للحياة، حيث الإثارة التجارية، ليتمتع بثراء ثقافي و الجمال المعماري.
وتحويلها إلى منطقة للمشاة يزيد من جاذبيتها ويمنحها بعدا جديدا، مما يجعل من هذا المكان الرمزي رئة حيوية للعاصمة الجزائرية.