في مواجهة الارتفاع الكبير في أسعار السردين في الجزائر، والذي وصل إلى مستويات قياسية تتراوح بين 1200 و1500 دج/كغ، اتخذت وزارة الصيد البحري والإنتاج السمكي إجراء غير مسبوق: استيراد السردين من تونس.
وتهدف هذه المبادرة، التي وصفتها السلطات بـ”التضامن”، إلى سد جزء من العجز في السوق الوطنية وتقديم منتج بأسعار معقولة للمستهلكين، خاصة خلال فترة رمضان التي يكون فيها الطلب قويا.
عشرة أطنان من السردين التونسي وقد تم استيرادها وتوزيعها في عدة ولايات شرق البلاد مثل قسنطينة وسكيكدة وسطيف وباتنة. ومن المتوقع وصول شحنات أخرى في الأيام المقبلة “لخلق التوازن واستقرار الأسعار” لهذه السمكة المحبوبة.
🟢 إقرأ أيضاً: لخفض أسعار اللحوم الحمراء: الجزائر تستورد 3000 رأس خروف من رومانيا
المنتج المستورد هو “طازجة” ومتوافقة مع كافة شروط التخزين والتوزيع. ويقول إنه يتم نقلها في شاحنات مبردة ويتم فحصها من قبل الأطباء البيطريين على الحدود للتأكد من جودتها وسلامتها الصحية. عبد الرحمن هنتورمدير مراقبة أنشطة الصيد البحري بوزارة الصيد البحري والإنتاج السمكي في تصريح للصحيفة الخبر .
نحو تنظيم مستدام لسوق السردين في الجزائر؟
وستخضع عملية الاستيراد التي ستستمر طوال شهر رمضان لتقييم يتم في نهايته أ التمديد حتى أبريل يمكن اعتبارها.
الهدف النهائي هو تحقيق تنظيم أفضل للسوق و استقرار أسعار السردين على المدى الطويل.
وبحسب تحاليل الوزارة فإن الإنتاج الوطني من سمك السردين يشهد نموا ملحوظا انخفاض موسمي بين ديسمبر ومايو. ويتناقض هذا الوضع مع الفترة من مايو إلى نوفمبر، عندما وصل الإنتاج إلى 7000 طن واستقرت الأسعار في حدود 400 إلى 500 دج/كيلوجرام.
ويعد ضيق الجرف القاري الجزائري مقارنة بتونس أحد العوامل التي تفسر فارق الأسعار بين البلدين. كما أن الكثافة السكانية المرتفعة في الجزائر، والتي تزيد أربع مرات عن الكثافة السكانية في تونس، تزيد من الطلب وتضغط على الأسعار.
🟢 إقرأ أيضاً: الجزائر تستورد 10 آلاف طن من الدجاج: هل سينخفض سعر اللحوم البيضاء؟
ويبدو أن استيراد السردين التونسي حل مسكن قصير المدى. ويكمن التحدي الرئيسي في تنفيذ استراتيجيات مستدامة لتعزيز الإنتاج الوطني وضمان الإمداد المنتظم للسوق بأسعار معقولة.
ويمكن أن تكون التجربة الحالية بمثابة أساس للتفكير والبحث عن حلول دائمة لضمان الأمن الغذائي وتلبية احتياجات المستهلكين الجزائريين.