بعد مرور عام تقريبًا على الوفاة المأساوية لناهل مرزوق، الذي قُتل برصاص الشرطة في نانتير في 27 يونيو 2023، يأخذ التحقيق بُعدًا جديدًا مع جدولة إعادة بناء الأحداث ليوم الأحد 5 مايو 2024.
وتهدف هذه الخطوة التي طال انتظارها إلى جمع جميع الجهات الفاعلة المتورطة في مسرح الجريمة، مما يوفر فرصة فريدة لمواجهة النسخ المختلفة للحقائق. يعد هذا التحقيق بأن يكون حاسمًا في البحث عن الحقيقة ويمكن أن يلقي ضوءًا كبيرًا على الظروف المحيطة بوفاة ناهيل.
الطعن في نسخة الشرطة: قصة موضع شك
ومنذ بدء التحقيق، كانت رواية الوقائع التي قدمتها سلطات الشرطة موضع خلافات قوية. في البداية، بررت الشرطة إطلاق النار المميت بذريعة “رفض الانصياع” المزعوم من جانب ناهل، زاعمة أن الأخير كان سيحاول الاندفاع نحو أحد العناصر.
ومع ذلك، فقد تم التشكيك بشدة في هذا الإصدار من خلال إصدار مقطع فيديو سريع الانتشار يتعارض مع هذه الادعاءات. بالإضافة إلى ذلك، قدم تقرير صادر عن المفتشية العامة للشرطة الوطنية (IGPN) عناصر جديدة تقوض رواية الشرطة، لا سيما من خلال التأكيد على أن ضابط الشرطة المعني لم يكن مهددًا بشكل مباشر وقت إطلاق النار.
ويثير هذا التشكيك في الرواية الرسمية تساؤلات حاسمة حول شرعية استخدام الشرطة للقوة في ذلك اليوم.
إطلاق سراح ضابط الشرطة المعني: نتيجة مؤقتة
وعلى الرغم من التهم الموجهة إليه، تم إطلاق سراح ضابط الشرطة المتورط في وفاة ناهل في 15 نوفمبر/تشرين الثاني، بعد ما يقرب من خمسة أشهر من الحبس الاحتياطي. ويأتي هذا القرار من قبل القضاة بعد رفض عدة لطلبات الحرية، حفاظا على سلامة التحقيق.
ومع ذلك، يظل ضابط الشرطة تحت المراقبة القضائية، بما في ذلك حظر الاتصال بالشهود والأطراف المدنية، فضلاً عن الالتزام بعدم المثول في نانتير وعدم حمل سلاح. وهذا الإفراج، رغم أنه مؤقت، يثير تساؤلات حول استمرار الإجراءات القانونية والنتيجة النهائية لهذه القضية التي لا تزال تثير نقاشات وتوترات داخل الرأي العام.