كاميرا نايت سيد، التزام بالهوية الأمازيغية

كاميرا

أطلڤوهم – حملة وطنية من اجل اطلاق سراح 228 معتقلي الرأي

وُلدت كاميرا في قرية تيفلكوت، بمنطقة إيللتن في جبال منطقة القبائل. وأبدت اهتماما بالشأن العام وهي في السن المبكرة وذلك بتأثرها بنضالات والدتها (نا نوارة)، مجاهدة سابقة ومناضلة ميدانية. أصبحت كاميرا تناضل بشغف والتزام كبيرين من أجل القضية الأمازيغية والديمقراطية لُتُلَقَّبت ب “العميدة” من قبل العديد من النشطاء.

في بداية التسعينات، بدأت كاميرا انخراطها في السياسية في المرحلة الثانوية ثم في جامعة تيزي وزو فانخرطت في اللجان الطلابية الحرة مع شقيقتها الراحلة كريمة. حينها عرفت الجزائر مرحلة الانفتاح السياسي والتعددي فأصبحت منطقة القبائل تضج بحماس الديمقراطية الناشئة. بعدها بفترة قصيرة شاركت في الجمعية النسوية “صرخة امرأة” ثم في الجمعية الثقافية “ثافات”، دائما في بداية تسعينيات القرن الماضي. كما اقتربت كاميرا من حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية RCD لكن نضالها الأساسي كان بداخل الحركة الثقافية البربرية التي عايشت انقساماتها من قرب، فكانت بصمة كاميرا خلال تلك الفترة كبيرة.

في عام 2001، انضمت كاميرا إلى “حركة العروش”، حركة تأسست في أعقاب احداث منطقة القبائل او ما عرف بالربيع الأسود. حيث نشرت تلك الحركة وثيقة مطلبية عرفت باسم “ارضية القصر”، لكن كاميرا شعرت حينها أن الاعتبارات السياساوية طغت على الرهانات الجوهرية لمرحلة فغادرت الحركة في عام 2003، معتقدةً على وجه الخصوص أن الحركة فشلت في إدماج المرأة. في نفس الفترة، أسست كاميرة، مع ناشطتين من الحركة هما فروجة موساوي وناصيرة حدوش، ” تجمع نساء الربيع الأسود ” الذي لا تزال تترأسه. حيث نظمت هذه المجموعة في ماي 2001 بالاشتراك مع “حركة العروش ” مظاهرة حاشدة، شاركت فيها الاف من النساء بمدينة تيزي وزو للمطالبة آنذاك بوقف القمع ورحيل الدرك الوطني من المنطقة. فمن خلال مراحل نضالها، تبقى كاميرا مرتبطة بمنطقة القبائل اين تجدر التزامها. في ماي 2006، رافعت كاميرا امام الدورة الدائمة للأمم المتحدة حول الشعوب الأصلية في نيويورك عن الحقوق الثقافية والسياسية للأمازيغ وفي العام نفسه شاركت في المؤتمر الأول للشعوب الأصلية الناطقة بالفرنسية بالمغرب. تنشط كاميرا نايت سيد أيضًا في مجال الدريب لصالح الإطارات الجمعوبة.

حاليا، تنشط كاميرا في صفوف المؤتمر العالمي الأمازيغي وهي منظمة غير حكومية تتمثل مهمتها في الدفاع عن حقوق الشعوب الأمازيغية وتعزيزها. ورافعت كاميرا أمام العديد من الهيئات الأممية، لا سيما في قضايا التمييز والحقوق السياسية والثقافية واللغوية، كذلك حقوق المرأة. كما أصبحت عضوًا في لجنة التنسيق للشعوب الأصلية في أفريقيا IPACC. في 24 أوت 2021، اختطفت كاميرا نايت سيد من منزلها في ذراع بن خدة (تيزي وزو) على يد قوات الأمن، حيث لم يظهر لها أثر لمدة ثلاثة أيام، دون أي اتصال بعائلتها أو بمحاميها ليتم بعدها إيداعها رهن الحبس الاحتياطي في سجن القليعة (تيبازة) بتهم خطيرة، بما في ذلك “الانتماء إلى منظمة إرهابية”، بموجب المادة 87 مكرر من قانون العقوبات. حكم علي كاميرا بالسجن لمدة ثلاث سنوات، وهي حالياً في سجن القليعة.

اترك تعليقاً