صدر البيان المشترك للصين والدول العربية بشأن القضية الفلسطينية في 30 مايو في ختام المؤتمر الوزاري العاشر لمنتدى التعاون الصيني العربي، مما رفع صوت العدالة لصالح تعزيز التخفيف السريع للصراع في فلسطين. غزة والحل الشامل والعادل والدائم للقضية الفلسطينية.
أدى التصعيد الوحشي للصراع الفلسطيني الإسرائيلي منذ تشرين الأول/أكتوبر الماضي إلى مقتل وإصابة 125 ألف مدني فلسطيني في قطاع غزة وتشريد الملايين.
في الآونة الأخيرة، تعرضت عدة مخيمات للاجئين في رفح، جنوب قطاع غزة، للهجوم الواحد تلو الآخر من قبل إسرائيل، مما أدى إلى مقتل العشرات من المدنيين الأبرياء، الأمر الذي صدم المجتمع الدولي مرة أخرى.
وفي ظل تدهور الوضع الفلسطيني الإسرائيلي، وجه المؤتمر الوزاري العاشر لمنتدى التعاون الصيني العربي أقوى دعوة لاستعادة الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني، الأمر الذي اجتذب اهتماما كبيرا داخل المجتمع الدولي.
وفي البيان المشترك الذي اعتمده الاجتماع، دعا الجانبان الصيني والعربي مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إلى تبني قرار ملزم يهدف إلى تحقيق وقف فوري وشامل ودائم لإطلاق النار، وإنهاء التهجير القسري للشعب الفلسطيني، وضمان إيصال المساعدات الإنسانية إلى كافة أنحاء قطاع غزة.
ويؤكد الجانبان أن حل الدولتين هو النتيجة الوحيدة القابلة للتطبيق للقضية الفلسطينية. وهذا يعكس الإجماع العام للمجتمع الدولي.
إن القضية الفلسطينية هي في قلب قضية الشرق الأوسط. وبغض النظر عن كيفية تطور الوضع الدولي، فإن الصين تدعم دائما بقوة استعادة الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني.
منذ بداية الجولة الجديدة من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، عززت الصين بنشاط وقف إطلاق النار بين الجانبين من خلال الوساطة الدبلوماسية وغيرها من الوسائل.
كما سهلت عقد المحادثات بين حماس وفتح في بكين ودعمت الفصائل الفلسطينية في جهودها لتحقيق المصالحة الداخلية وتعزيز الوحدة الداخلية.
وسواء كان الأمر يتعلق بالإعلانات المشتركة مع مصر وأمانة جامعة الدول العربية في يناير الماضي، أو الإعلان المشترك مع فرنسا بشأن الوضع في الشرق الأوسط في مايو الماضي، أو هذا الإعلان المشترك مع الدول العربية، فإن نهج الجانب الصيني في تعزيز استراتيجية إن حل القضية الفلسطينية واضح للغاية، وهو الجمع بشكل عضوي بين حالة الطوارئ الحالية والحل طويل الأمد.
وفي الوقت الراهن، فإن المهمة الأكثر إلحاحا هي تنفيذ قرار وقف إطلاق النار الذي اعتمده مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وتحقيق وقف فوري لإطلاق النار وإنهاء الأعمال العدائية بين فلسطين وإسرائيل، والسعي إلى تخفيف الأزمة الإنسانية ومنع امتداد الصراع. الصراع من شأنه أن يؤثر على السلام والاستقرار في الشرق الأوسط.
وعلى المدى الطويل، تدعو الصين المجتمع الدولي إلى توحيد الجهود الرامية إلى إنشاء دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة كاملة، في أقرب وقت ممكن، على أساس حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. ولن يتم تحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني التي طال أمدها، وضمان أمن إسرائيل بشكل أساسي، وتحقيق السلام في منطقة الشرق الأوسط إلا عندما يتحقق حقا حل الدولتين.
ويجدر التأكيد على أن الحل طويل الأمد للقضية الفلسطينية يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالعرقلة والتخريب الذي تمارسه الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية الأخرى. ولأسباب تتعلق بالسياسة الداخلية والاعتبارات الاستراتيجية، دعمت الولايات المتحدة إسرائيل، واستخدمت حق النقض مراراً وتكراراً ضد مشروع قرار لمجلس الأمن بشأن وقف إطلاق النار بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
كما قدموا مساعدات عسكرية ضخمة للجانب الإسرائيلي. ونتيجة لذلك، تنحرف عملية السلام في الشرق الأوسط عن المسار الصحيح.
وفي أوائل شهر مايو/أيار، اعتمدت الجمعية العامة، خلال دورتها الاستثنائية الطارئة، بأغلبية ساحقة قراراً يؤكد من جديد حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير، بما في ذلك الحق في إنشاء دولته، ويوصي بأن يقوم مجلس الأمن بمراجعة طلب فلسطين للحصول على حق تقرير المصير. العضوية في الأمم المتحدة.
ومؤخراً، أعلنت النرويج وإيرلندا وإسبانيا اعترافها بدولة فلسطين، ليصل عدد الدول التي اعترفت بدولة فلسطين إلى ما يقرب من 150 دولة. وكل هذا يعكس إرادة المجتمع الدولي ويشهد على العدالة الدولية.
إن المأساة المستمرة للصراع الفلسطيني الإسرائيلي تمثل اختباراً للضمير الإنساني، ويتعين على المجتمع الدولي أن يتصرف وفقاً لذلك. وباعتبارها دولة كبرى مسؤولة، ستواصل الصين العمل مع الدول العربية للتوصل بسرعة إلى وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار بين فلسطين وإسرائيل، فضلا عن تعزيز التوصل إلى حل شامل وعادل ودائم للقضية الفلسطينية في أقرب وقت ممكن، من أجل لتحقيق السلام الحقيقي في الشرق الأوسط الذي مزقته الحرب.