أثار شيخ المسجد الكبير بباريس، شمس الدين حافظ، ضجة حقيقية في الجزائر، مما أثار غضبا متزايدا لدى العديد من المواطنين. وأثارت تصريحاته الأخيرة المثيرة للجدل خلال برنامج على قناة BFMTV، إلى جانب كبير حاخامات فرنسا، حاييم كورسيا، موجة من السخط. وقد وصل هذا الوضع إلى نقطة اللاعودة، مع تزايد الدعوات الصاخبة لإقالة شمس الدين حافظ.
وبالفعل، قال عميد مسجد باريس إنه يكافح من أجل ضمان عدم مرور معاداة السامية “عبر المساجد الفرنسية”، مضيفًا أنه من غير الطبيعي بالنسبة للمسلم أن يكون معاديًا للسامية. وأثارت هذه التصريحات انتقادات شديدة لعدم انسجامها مع الموقف الرسمي للدولة الجزائرية والشعب الجزائري ومسلمي فرنسا وكل من يدعم القضايا العادلة في جميع أنحاء العالم.
وأعرب عبد الوهاب اليعقوبي، عضو لجنة الشؤون الخارجية والتعاون والهجرة بالمجلس الشعبي الوطني، عن عدم موافقته على ذلك. وشدد على أن تصريحات شمس الدين حافظ تتناقض مع قيم ومبادئ الدولة الجزائرية.
إلى ذلك، انتقد النائب عن باريس محمد أمين مبروكي، عضو لجنة التعليم والشؤون الدينية، موقف مسجد باريس، ووصفه بأنه يتنافى مع شرف الدولة وحكومة الجزائر وشعبها. وطالب المنتخبون الحكومة بتوضيحات، مشككين في طبيعة هذا الموقف الذي يبدو أنه يبتعد عن التصريحات الرسمية للدولة الجزائرية.
ردود الفعل داخل المجتمع في فرنسا
علاوة على ذلك، لم تخف الجالية الجزائرية في فرنسا استيائها من تصرفات شيخ مسجد باريس. ويعتقدون أن تصرفاته تعرض للخطر الدعم القوي الذي يقدمه الشعب الجزائري والدولة للقضية الفلسطينية. وتفاقم قلقهم بعد توقيع اتفاقية بين المجلس الأعلى للشباب والمسجد الكبير في باريس. ووفقا لهم، فإن هذه الاتفاقية يمكن أن تهدد أمن الجزائر.
ويزعمون أيضًا أن شمس الدين حافظ يقع تحت تأثير اللوبي الصهيوني، وهو تأكيد أكده كبير حاخامات باريس. وكشف الأخير أنه كان على اتصال يومي مع عميد مسجد باريس منذ الانقلاب الذي دبره صديقه محمد أوانوغي في يناير 2020.
ويخشى الجزائريون أن يكون شمس الدين حافظ تحت تأثير اللوبي الصهيوني، كما صرح كبير حاخامات باريس حاييم كورسيا. وكشف الأخير أنه ظل على اتصال يومي مع شيخ مسجد باريس منذ تورطهما في الانقلاب في يناير 2020.
تباين غير مقبول
علاوة على ذلك، فإن الخلاف بين تصريحات شمس الدين حافظ والموقف الرسمي للدولة الجزائرية أمر غير مقبول بالنسبة للعديد من المواطنين. ويعتقدون أن عميد مسجد باريس يتعارض مع القيم الأساسية للجزائر.
وأمام هذا الوضع المقلق، طالب النواب الحكومة الجزائرية بالحصول على توضيحات بشأن موقف مسجد باريس. وأعربوا عن رغبتهم في توضيح طبيعة هذا الموقف الذي يبدو أنه يتعارض مع التصريحات الرسمية للدولة الجزائرية.
وانضمت لجنة التعليم والشؤون الدينية ممثلة بالنائب محمد أمين مبروكي إلى هذا التوجه عبر التعبير عن قلقها بشأن وضع مسجد باريس الممول بأموال الشعب الجزائري. ويعتقدون أن هذا الوضع يتناقض مع شرف الدولة الجزائرية حكومة وشعبا.