يبدو أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بدأ يستعيد رشده، حيث قال إن وجود روسيا ضروري في القمة المستقبلية بشأن السلام في أوكرانيا، والتي لم يتم تحديد موعدها بعد.
وفي تصريحاته للصحافة الفرنسية مساء الخميس، أكد أن غالبية المجتمع الدولي ترى أنه من الضروري أن تكون روسيا ممثلة في هذا الاجتماع، موضحا أنه لا يستطيع معارضة هذا الطلب دون أن يعاني من عواقب كبيرة.
وقال زيلينسكي “اليوم، تعتقد غالبية العالم أن روسيا يجب أن يكون لها مكان في القمة الثانية، وإلا فلن نتمكن من تحقيق نتائج مهمة. ونظرا لأن “العالم كله” يريد رؤيتهم على طاولة المفاوضات، فلا يمكننا الاعتراض على ذلك”.
وقال الرئيس الأوكراني أيضا إن بلاده تعد خطة تستند إلى صيغة السلام التي قدمت في القمة الأولى. وأضاف: “أريد أن أحدد موعدا لدبلوماسيينا وأريد من شركائنا الدوليين أن يفعلوا الشيء نفسه، حتى يكون لدينا في نوفمبر/تشرين الثاني وثيقة شاملة تتناول قضايا مثل سلامة الأراضي والسيادة”.
ويتزامن الموعد النهائي في نوفمبر/تشرين الثاني مع الانتخابات الرئاسية الأميركية، والتي قد تشكل نقطة تحول في سياسة واشنطن تجاه أوكرانيا، خاصة إذا فاز دونالد ترامب.
ووصف زيلينسكي قضية الأراضي المهجورة بأنها “صعبة للغاية”، وشدد على أنه لا يمكن حلها من قبل رئيس واحد، بل يجب أن يشارك فيها الشعب الأوكراني.
“هذا يتعارض مع دستور أوكرانيا. هذه القضية خاصة بنا حصراً. وليس للحكومة الحق في التنازل رسمياً عن الأراضي دون موافقة الشعب الأوكراني”.
ومع ذلك، يبدو أنه يعترف بأهمية المفاوضات: “إن السلام العادل بالنسبة لأوكرانيا يكمن في استعادة سلامة أراضينا، ولكن هذا لا يعني أننا يجب أن نلجأ إلى السلاح فقط لتحقيقه”.
وفيما يتعلق بالدور المحتمل للصين في المفاوضات المستقبلية، أعرب زيلينسكي عن استعداده لأن تمارس بكين ضغوطا على موسكو. وقال: “إذا أرادت الصين، فيمكنها دفع روسيا إلى إنهاء هذه الحرب.
وأكد أن “الصين لاعب مؤثر وتنتمي إلى المجتمع الدولي”، وأوضح: “لا أريدها أن تلعب دور الوسيط، بل أريدها أن تمارس الضغط على روسيا”.
ويأتي ذلك في سياق اتهامه السابق للصين بأنها تحولت إلى “أداة في يد بوتين”.
من جانبه، أشار وزير الخارجية الأوكراني دميتري كوليبا، في 24 يوليو/تموز في بكين، إلى أن بلاده مستعدة للحوار.
وقد قوبلت تصريحات كييف بالشكوك في موسكو. فقد أعرب المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف عن بعض الشكوك بشأن الموقف الأوكراني في 25 يوليو/تموز. وعلق قائلا: “لقد صدرت تصريحات متباينة للغاية، ولم يتضح الأمر بشكل كامل بعد”.
أكد فلاديمير بوتن، في 14 يونيو/حزيران، أن المفاوضات مع أوكرانيا يمكن أن تبدأ بشرط أن تسحب قواتها من جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك المعلنتين من جانب واحد، وكذلك من منطقتي خيرسون وزابوروجي، مع قبول وضع محايد وغير منحاز وغير نووي.
وتحدث الرئيس الروسي أيضا عن ضرورة نزع السلاح و”إزالة النازية”، فضلا عن رفع العقوبات المفروضة على روسيا.
من جانبها، لا تزال كييف تطالب بالعودة إلى حدود عام 1991، على الرغم من ضم روسيا لشبه جزيرة القرم في عام 2014، وهو المطلب الذي تعتبره موسكو غير واقعي.