ووصفت قناة MBC في تقرير لها بعنوان: “ ألفية خلاص الإرهابيين.. الشخصيات التي أرعبت العالم وسفكت الدماء ووصف كل من رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، الشهيد إسماعيل هنية، ونائبه الشهيد صالح العاروري، بالإرهابيين.
وقالت إن هنية “شخصية بارزة في عالم الإرهاب”، رغم توليه منصبا سياسيا. أما العاروري فقد قدم كمسؤول عن “ الهجمات الإرهابية الدموية “.
كما اتهمت القناة رئيس المكتب السياسي الشهيد يحيى السنوار بالتهمة ذاتها، معتبرة أنه آخر من تخلص منه العالم. لقد أسمتها ” جزار خان يونس “.
واعتبر كثيرون هذا الوصف بمثابة دعم مباشر للدعاية الإسرائيلية ومحاولة لتطبيع العلاقات مع إسرائيل.
وسرعان ما أثار التقرير ردود فعل عنيفة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث نددت آلاف التعليقات بما اعتبرته محاولة لذلك شيطنة شخصيات المقاومة.
وقد تم بث محتوى التقرير على نطاق واسع، أبرزها على قناة MBC التي تحظى بمتابعة واسعة في العالم العربي.
واستنكر العديد من الناشطين وقادة الرأي هذا الخيار الاستراتيجي للبث، مؤكدين أن قناة MBC ليست في العادة قناة إخبارية، لكنها قررت بث هذا الفيديو المثير للجدل على قناتها الأكثر مشاهدة.
هذا هو تقرير قناة mbc كاملاً
الذي يصف المقاومة بالإرهاب والمقاومين بالأشرار الذين تخلصوا من العالم، لماذا هذا العداء العلني لأعدل قضية؟
هل هذه الصحافة أم خيانة العمل المهني؟
هل تظن أن قناة المقاطعة كافية وستوقفها عند حدها أم أنها ستطاول كثر على رموز اللوحة الأم؟مصدر التقرير mbc pic.twitter.com/UbXW30fT0c
— خالد الصافي 🇵🇸 خالد صافي (@khaledSafi) 19 أكتوبر 2024
🟢 اقرأ أيضًا: دعم فلسطين: جزائري يفقد تصريح إقامته في إيطاليا بعد رسالة خاصة
السخط العام: الشبكات الاجتماعية مشتعلة
وتزايدت ردود الفعل عبر الإنترنت، مع تزايد عدد المستخدمين الذين يطالبون بمقاطعة قناة MBC وجميع القنوات المرتبطة بها.
وكتب مستخدم الإنترنت فؤاد كوثر على حسابه: “زلزال استشهاد السنوار مستمر: تقرير MBC يصنف السنوار وقيادات حماس ضمن الإرهابيين الذين أرعبوا العالم وسفكوا الدماء! نحن نعرف من يمول نشر مثل هذه الأفكار، ونحن كأحرار، نعرف واجبنا تجاههم. »
كما رد الناشط أحمد بتغريدة: “هذا الانحطاط الأخلاقي والنفاق لهذه القناة التي تشوه أي صلة بالإسلام يجب أن يدفعنا إلى مقاطعتها احتراما لديننا وإخواننا المظلومين. »
وفي الجزائر، ظهرت ردود الفعل بسرعة.
وأعربت عدة أصوات مؤثرة عن استيائها، من بينها الناشط الجزائري أحمد داود، الذي انتقد بشدة قناة MBC، قائلا إن “هذا لم يكن خطأ بسيطا، بل حملة متعمدة لتشويه صورة المقاومة الفلسطينية”.
وأضاف مستخدم جزائري آخر للإنترنت، س.ر.، على موقع إنستغرام: “السم الذي بثته قناة العربية وسكاي نيوز منذ بداية الحرب تركز في تقرير قناة إم بي سي هذا. لقد أظهروا قادة المقاومة على أنهم إرهابيون تم القضاء عليهم، رغم أنهم كانوا يعلمون أن هذه القناة ستصل إلى جمهور كبير. من واجبنا التوعية و مقاطعة ام بي سي لدعم أشقائنا الفلسطينيين. »
رد فعل حماس على تقرير قناة MBC
من جانبها، استنكرت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” التقرير الذي بثته القناة السعودية، ووصفته بـ” الصحافة المنخفضة المستوى والتلاعب الخبيث“.
وطالبت الحركة في بيان لها “إدارة القناة بإزالة هذا التقرير المهين وغير المهني من منصاتها فورا، والاعتذار عن هذا المحتوى الذي يشوه صورة أصحاب القناة ومديريها، وليس صورة المقاومة وقياداتها الذين لقد ضحوا بدمائهم من أجل تحرير فلسطين والأقصى”.
كما دعت حماس إلى “تغيير هذا الخط التحريري الخبيث، بما يتماشى مع أجندة الاحتلال، من خلال الدعوة إلى التركيز على الجرائم والفظائع التي يتعرض لها شعبنا على يد الكيان الصهيوني المجرم”.
مقاطعة واسعة النطاق لقناة MBC: تغطية أخبار حماس تكلف القناة غالياً
الهاشتاج #قاطعواMBC وسرعان ما انتشر هذا الأمر على نطاق واسع، مما يوضح الغضب الجماعي الذي اجتاح شبكات التواصل الاجتماعي.
وأدى تأثير حركة المقاطعة هذه إلى إزالة التقرير المثير للجدل من جميع منصات القناة، بما في ذلك فيسبوك وتويتر.
وعلى إثر هذا الهاشتاج وهذه الانتقادات، قام إعلامي قناة MBC محمد المشاري، الذي كان وراء التقرير، بحذف حسابه على X وجعل الحساب على Instagram خاصًا.
الصحفي «محمد المشاري» معد تقرير «ألفية الخلاص من بديين» المسيء لشهيد سنوار والمقـ ـاومة على قناة “إم بي سي” السعودية، حذف حسابه ع لمنصة “إكس” ويحول حسابه على “إنستجرام” إلى حساب خاص، بعد تعرضه والقناة التي تعمل إلى الموجة الأولى pic.twitter.com/iBvw8yzyUU
— شوم🔻 (@ShuumX) 19 أكتوبر 2024
ردود الحكومات العربية
وفي العراق، قررت السلطات اتخاذ تدابير ملموسة رداً على هذا التقرير.
وقاموا بتعليق رخصة البث لقناة MBC في البلاد، وهاجم المتظاهرون الغاضبون مكاتب الإنتاج المرتبطة بالقناة.
ووصفت الحكومة العراقية هذه المبادرة الإعلامية لقناة MBC بأنها “ محاولة تدنيس شهداء المقاومة » وأصر على ضرورة منع أي شكل من أشكال تطبيع العلاقات مع إسرائيل.
🟢 اقرأ أيضًا: ماكرون يعترف بـ”المجازر غير المبررة” في 17 أكتوبر 1961
وإدراكاً لحجم الجدل، ردت المملكة العربية السعودية أيضاً.
هناك الهيئة العامة لتنظيم الإعلام وأعلنت المملكة أنها ستفتح تحقيقاً ضد المسؤولين عن البرنامج الذي بث التقرير، معتبرة أن المحتوى لا يتوافق مع معايير الإعلام السعودي أو التوجهات السياسية للمملكة.
بيان |
الهيئة العامة لـ #تنظيم_الإعلام تطوع مسؤولاً في إحدى قنوات البث التلفزيوني المباشر بسبب تقرير بسبب مخالفتك لأنظمة النشر والسياسة للمملكة. pic.twitter.com/bZHWErEI65— الهيئة العامة لتنظيم الإعلام (@Gmedia_SA) 19 أكتوبر 2024