نظمت سفارة جمهورية الصين الشعبية في الجزائر ندوة حول قضية تايوان بمقر السفارة بالجزائر العاصمة. هذا الحدث، برئاسة السفير لي جيان هدفت إلى مناقشة القضايا الجيوسياسية الحاسمة والتذكير بعمق ومتانة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
الصحفيين وأعضاء السفارة الصينية بينهم المستشار تشاو بينغشنغ، شاركو في هذه الندوة. وكانت فرصة لتبادلات غنية للغاية، والتأكيد مرة أخرى على أن العلاقات بين الجزائر والصين تاريخية ومتينة، مبنية على الثقة والدعم المتبادل، ورفض البلدين لأي شكل من أشكال التدخل الأجنبي في الشؤون الداخلية للدول، وبالتالي وتعزيز موقفهما المشترك على الساحة الدولية.
اقرأ أيضا : الجزائر – الصين: “مبدأ الصين الواحدة “حجر الزاوية في العلاقات الثنائية”
وخلال كلمته، السفير لي جيان أشار أولاً إلى الدور الحاسم الذي لعبته الجزائر في استعادة مقعد الصين الشرعي في الأمم المتحدة عام 1971. وبعد كلمته الافتتاحية، أعطى سعادة السفير الصيني الكلمة للضيوف للتدخل ومناقشة هذه القضية.
وفي نهاية هذه التبادلات المثمرة، أكد السفير لي جيان أن “مبدأ الصين الواحدة يشكل حجر الزاوية في العلاقات الجزائرية الصينية”. وأشار إلى أنه “مع العلم أن قضية تايوان تقع في قلب المصالح الأساسية للصين، فإن الجزائر تقدم دائما دعما ثابتا ومستمرا للصين في هذا الصدد”.
ووفقا له، فإن “توافق البلدين حول هذه القضية أصبح أساسا متينا للثقة السياسية المتبادلة، ودليلا بليغا على الشراكة الاستراتيجية الشاملة الجزائرية الصينية، وقوة دافعة لتطوير التعاون العملي بين البلدين”. ”
علاوة على ذلك، أكد السفير لي جيان أن “إعادة توحيد جانبي مضيق تايوان هو اتجاه تاريخي لا رجعة فيه”، وأن “مبدأ الصين الواحدة وهي قاعدة معترف بها عالميا في العلاقات الدولية وموضوع توافق في الآراء داخل المجتمع الدولي. وعلى هذا المبدأ، أقامت 183 دولة علاقات دبلوماسية مع الصين.
وأوضح الدبلوماسي الصيني أن “إعادة التوحيد تعكس أيضًا إرادة جميع الشعب الصيني على جانبي مضيق تايوان”، مشيراً إلى أنه “منذ وقت ليس ببعيد، سافر الرئيس السابق لحزب الكومينتانغ الصيني، ما ينغ جيو، إلى البر الرئيسي. الصين ستقوم بزيارة المقاطعات وتكريم أسلافه”.
“يعود المزيد والمزيد من المواطنين من تايوان إلى البر الرئيسي للصين لإعادة الاتصال بجذورهم. إن إجماع المجتمع الدولي على مبدأ صين واحدة وروابط الدم والهويات الثقافية على جانبي المضيق لا يمكن لأي أحد تغييره. أعلن مرة أخرى.
الجزائر والصين متحدتان من أجل مستقبل مشرق ومزدهر!
ثم أشار السفير لي جيان إلى “المناورات الغربية التي تهدف إلى استخدام تايوان لاحتواء الصين. سواء كان ذلك للتشويه والتحدي عمدا القرار 2758 أو يسعون إلى حجب وإفراغ مبدأ الصين الواحدة، فإن نيتهم الأساسية تتلخص في استخدام تايوان كبيدق لاحتواء التنمية في الصين، لخدمة غرض واحد يتمثل في الحفاظ على هيمنتهم العالمية.
وأضاف: “نحن على قناعة بأن كل الدول التي تتمسك بالسلام والعدالة، مثل الجزائر، تعرف جيدا النوايا الحقيقية للدول الغربية ولن تقف مكتوفة الأيدي”. أشار.
وفي ختام حديثه أكد أنه “يجب على الجزائر والصين العمل معا لمواجهة التحديات المشتركة. وفي سياق التغيير غير المسبوق وإعادة الهيكلة المتسارعة للقوات الدولية، سوف تكثف الدول الغربية جهودها وتجرب مؤامرات مختلفة لإضعاف الدول التي تعتبرها تهديداً. “يجب أن نبقى يقظين في مواجهة أفعالهم!” حذر.
اقرأ أيضا :
>> الوفد الصيني من شينجيانغ إلى الجزائر: تعزيز التعاون الثنائي
علاوة على ذلك، لم يفشل في الإشارة إلى أن “الجزائر والصين وكلاهما يوليان أهمية كبيرة لسيادة بلديهما واستقلالهما وسلامة أراضيهما، ويلتزمان باتباع مسار التنمية وفقا لظروفهما الوطنية، ويسعيان جاهدين لخلق مستقبل أفضل لشعبيهما. وأضاف: “إن إصرارنا على التمسك بالثوابت وتحقيق كافة التطلعات المذكورة لن يتزعزع بسبب تغيرات الوضع الدولي أو تدخلات القوى الخارجية”. وأكد السفير الصيني كذلك.
مؤكدا أن “الجانب الصيني على استعداد لتعزيز التعاون والتنسيق مع الجزائر للمعارضة المشتركة للهيمنة وسياسة الأقوى، من أجل تعزيز بناء نظام عالمي جديد أكثر عدلا وإنصافا، ودفع العالم نحو مستقبل مشرق ينعم بالسلام والأمن والازدهار والتقدم”.
نحو تعزيز التعاون الثنائي بين الجزائر والصين!
وخلال هذه الندوة تحدث الدبلوماسي السابق ورئيس الجمعية العالمية لأصدقاء الثورة الجزائرية، نور الدين جودي وأشار إلى أن “العلاقات التاريخية والصداقة بين الجزائر والصين تعود إلى زمن حرب التحرير الوطني، ومنذ ذلك الحين، تعزيز العلاقات الثنائية في عدة مجالات، مرحبا بـ”المستوى الرفيع الذي وصلت إليه الشراكة الجزائرية الصينية”.